عِنْدَما عُدْنا مِنْ زِيارَةِ بَيْتِ عَمّي الجَميل، الَّذي يَقَعُ في شارِعٍ نَظيفٍ، تُحيطُهُ الأشْجارُ ويُعَطِّرُ جَوَّهُ عَبيرُ الأزْهار؛ نَظَرْنا إلى شارِعِنا بِأرْضِهِ المُتَّسِخَةِ وبُيوتِهِ الباهِتَةِ القَديمَة، الَّذي تَتَناثَرُ عَلى جانِبَيْهِ أغْلِفَةُ الحَلْوى، وتَتَكَدَّسُ القُمامَةُ في أوَّلِهِ عَلى هَيْئَةِ كومَةٍ كَالجَبَل، وتَنْتَشِرُ في هَوائِهِ رَوائِحُ كَريهَةٌ وذُبابٌ...