لَحْظَةُ تَحَوُّلٍ تِلْكَ الَّتي شَعَرَ بِها «فارِس» عِنْدَما جاءَهُ خَبَرٌ حَزينٌ بِوَفاةِ والِدِهِ الصَّيّاد. نَظَرَ إلَيْهِ بَعْضُهُمْ أنَّهُ صَبِيٌّ مِسْكينٌ ويَتيمٌ، ولَكِنَّ عَقْلَهُ المُتَّقِدَ وتَفْكيرَهُ المُخْتَلِفَ جَعَلاهُ في فَتْرَةٍ قَصيرَةٍ مَحَطَّ أنْظارِ قَرْيَتِهِ كُلِّها. وقَدْ غَيَّرَتْ أفْكارُهُ قَرْيَتَهُ المُهَمَّشَةَ الَّتي لا يَصِلُها القِطارُ إلّا ناِدرًا، وارْتَفَعَ دَخْلُ الصَّيّادينَ الَّذينَ تَحَوَّلَتْ مَراكِبُهُمُ الصَّغيرَةُ إلى سَفينَةٍ تَشُقُّ البَحْرَ وتَأْتيهُمُ بِالخَيْرِ الوَفير، وغادَرَتِ الغِرْبانُ القَرْيَةَ وعادَ النَّوْرَسُ يُغَنّي...